اللغة ليست مجرد كلمات، إنها موسيقى
تخيل أنك عازف طبل محترف. لغتك الأم (العربية) تشبه طلقات "الرشاش" المنتظم (تا-تا-تا-تا). كل مقطع صوتي يأخذ نفس الزمن والقوة تقريباً. لكن عندما تحاول عزف مقطوعة إنجليزية بنفس هذا الإيقاع، يخرج الصوت مشوهاً ومربكاً للمستمع الغربي، حتى لو كانت كلماتك صحيحة 100%.
السبب العلمي لذلك هو ما يسميه اللغويون Stress-Timed Language. الإنجليزية لغة "نبضية" وليست "مقطعية". إنها تشبه "شيفرة مورس" (نقطة.. نقطة.. شَرطة طويلة.. نقطة)، حيث نأكل نصف الكلمات لنقفز بسرعة إلى الكلمة المهمة التالية [web:24][web:28].
العدو الخفي: صوت "الشوا" (Schwa)
إليك السر الذي يميز المتحدث الطليق عن المبتدئ: إنه ليس عدد الكلمات التي يحفظها، بل قدرته على "الكسل". نعم، الإنجليزية لغة تحب الكسل! الصوت الأكثر شيوعاً في اللغة الإنجليزية ليس A أو E، بل صوت يسمى "الشوا" (Schwa)، ورمزه الصوتي (ə) [web:26].
هذا الصوت هو صوت "همهمة" بسيط جداً يخرج من حنجرتك عندما تكون مسترخياً تماماً (يشبه صوتك عندما يضربك أحد على بطنك وتقول "أُه"). العرب يحاولون نطق كل حرف بوضوح (لأننا نحترم حروفنا)، وهذا ما يقتل الانسيابية في الإنجليزية. لكي تتحدث بطلاقة، عليك أن تحول معظم الحروف المتحركة غير المهمة إلى هذا الصوت "الكسول" [web:32].
تمرين "الأستيك المطاطي" (The Rubber Band)
بدلاً من الحفظ، جرب هذه الحيلة العقلية الحصرية:
- أمسك شريطاً مطاطياً (أستيك) بين يديك.
- تخيل أن الجملة الإنجليزية هي هذا الشريط.
- عندما تنطق الكلمات المهمة (الأفعال، الأسماء)، شد الشريط بقوة واجعل صوتك طويلاً ومرتفعاً.
- عندما تنطق الكلمات الصغيرة (to, a, the, of)، أرخِ الشريط فوراً واجعل صوتك سريعاً وخافتاً جداً.
مثال عملي: في جملة Fish and Chips، لا تقل (فيش - آند - شيبس) بالتساوي. بل قل (فيش-ن-شيبس). الكلمة الوسطى يجب أن تختفي تقريباً. هذا التباين بين "الشد" و"الإرخاء" هو ما يعطي الإنجليزية نغمتها الموسيقية المميزة [web:21].
الخلاصة: توقف عن معاملة الإنجليزية كأنها عربية
مشكلتك ليست في القواعد، بل في "البرمجة الموسيقية" لدماغك. توقف عن محاولة نطق كل حرف بضمير حي. كن "بخيلًا" في نطق الحروف الصوتية الضعيفة، و"كريماً" جداً مع الكلمات القوية. عندها فقط، ستتوقف عن الصوت مثل "الروبوت"، وتبدأ بالصوت مثل البشر.